المركز السوري لبحوث السياسات
تصدر هذه الورقة ” تسييس الهويات الدينية والإثنية والجنوسية في سوريا” كنتاج للمرحلة الثانية من مشروع بحثي خاص بدراسة تسييس الهوية في النزاع السوري، والذي استند في المرحلة الأولى على مراجعة نقدية للأدبيات والمقاربات النظرية المرتبطة بتسييس الهويات ونتج عنه الورقة الخلفية الأولى “تسييس الهويات في سوريا” المنشورة ضمن مشروع معرفة الحرب 2022. ويعمل المركز السوري لبحوث السياسات حالياً على المرحلة الثالثة من المشروع وهي تنفيذ البحث الميداني المعمق، وفق منهجية تشاركية تشمل كامل الجغرافيا السورية، ومستخدماً الأدوات الكمية والكيفية المصممة بناء على المرحلتين السابقتين.
تُقدِم هذه الورقة تحليلاً لمفهوم تسييس الهوية وإشكالياته وتجلياته الطائفية، والإثنية، والجنوسية؛ وذلك لفهم كيفية استغلال التنوع الهوياتي في سوريا في خدمة النزاع، وتحليل السياسات والممارسات خلال النزاع المسلح، بالاستناد إلى الأدبيات المتاحة التي راجعها باحثوا المركز في الورقة الخلفية ومساهمات المشاركين في منتدى الحوار التنموي (29-30 تشرين الثاني 2021) حول قضايا تسييس الهويات من خلال استخدام التنمية بمفهومها الواسع، وإطار الاقتصاد السياسي، والمنهجية التشاركية كإطار للتحليل والنقاش.
خلصت هذه الورقة إلى تحديد مظاهر للانقسامات القائمة على معرفات الهوية الدينية أو الاثنية داخل سوريا، مثل: النفوذ المتزايد لرجال الدين في المجتمعات المحلية في المجالات السياسية والاجتماعية والعسكرية؛ وانتشار الخطابات التحريضية الدينية/الإثنية؛ وانتشار الشعارات والرموز ذات الدلالات الدينية/الإثنية؛ وتوظيف خطاب الأقلية/الأكثرية في معظم القضايا السياسية والاجتماعية؛ وربط حوادث الاغتيالات والخطف والتشويه بدوافع دينية/إثنية؛ والاستقطاب في وسائل التواصل الاجتماعي على أساس الانقسامات الدينية/الإثنية.
كما تستعرض الورقة مظاهر تسييس الهوية الجنوسية التي تتمثل في أشكال مروعة من العنف على أساس الجنس، بما في ذلك القتل والاغتصاب والاختطاف والاعتقال والزواج القسري. وظلت الصور النمطية المجتمعية صامدة بشكل عنيد، حيث أخضعت النساء في الكثير من الحالات للاستغلال والعنف المجتمعي والتحرش الجنسي. أما سياسياً فكان تمثيل المرأة شكلياً إلى حد كبير، ويفتقر إلى أي تمكين حقيقي في عمليات صنع القرار. وزادت الأطر القانونية من تهميش المرأة، لا سيما في مسائل حقوق الملكية والميراث والوصاية والجنسية.
وحددت الورقة الجهات الفاعلة الرئيسية في تسييس الهوية وصنفت سياساتها التي غذت الاستقطاب الديني/الإثني على النحو التالي: التعبئة والتحريض؛ المظلومية وزراعة الخوف؛ استهداف الآخر والعقوبات الجماعية؛ العسكرة والتمويل؛ نظام المكاسب/الغنائم في السلطة والموارد؛ والدعم الإنساني التمييزي. كما سلطت الورقة الضوء على المجتمع المدني باعتباره جهة فاعلة رئيسية في سياسات الهوية وساهم بدور رئيسي في مقاومة الانقسامات الدينية والاثنية.
صيغت هذه الورقة كجزء من مشروع معرفة الحرب 2 الذي ينفذ بالتعاون بين جامعة فيينا ومركز بحوث التنمية البديلة والمركز السوري لبحوث السياسات، وبمنحة جزئية من مؤسسة كارنجي نيويورك.
اضغط هنا لقراءة الورقة كاملة:
باللغة العربية:
Religious, Ethnic and Gender Identity Politics in Syria.AR
باللغة الإنجليزية:
Religious, Ethnic and Gender Identity Politics in Syria.EN